مدير مدرسة إعدادية في فرنسا يرفض غياب الطلاب المسلمين في العيد والادارة تحكم ضده
منع مدير مدرسة لا بينكينيه الإعدادية في رين طلابه من الغياب بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الجمعة 6 جوان. إلا أن قانون العلمانية يمنح هذا الحق، وفقًا لما قضت به إدارة المدرسة، عقب احتجاج نقابة المعلمين.
“لن يُسمح بأي غياب”. هكذا كتب مدير مدرسة لا بينكينيه برين في رسالة بعث بها إلى أهالي الطلبة في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث أعلن أنه لن يتسامح مع غياب طلابه بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، الجمعة 6 جوان، العيد الذي يُخلّد ذكرى طاعة النبي إبراهيم لله وهو مهم جدا في التقويم الإسلامي.
وتم توجيهي الرسالة يوم الثلاثاء 3 جوان 2025 إلى الطلاب والموظفين. والسبب؟ إجراء اختبارات لا يُمكن تفويتها. لم تُرحب نقابة التعليم 35 سيد بهذه التعليمات، و استنكرت حينها معتبرة أن “هذا يُمثل تمييزًا واضحًا ضد الطلاب المسلمين”.
وحسب مدير مدرسة لا بينكينيه، يانيس بالكو، فإن حظر غياب الطلاب عن الحصص الدراسية وأثناء امتحانات شهادة التعليم العام يوم الجمعة 6 جوان 2025، لا يعدو الا توافقا مع “شروط تنظيمية وتربوية” خاصة بالمدرسة.
ويذكر المدير أنه “وفقًا للتعميم رقم 2004-084 الصادر في 18 ماي 2004، والمتعلق بالعلمانية في المدارس، يجوز منح الطلاب إجازة بمناسبة بعض الأعياد الدينية”. أما بالنسبة لعيد الأضحى، فيُسمح للطلاب بالغياب ليوم واحد، مع ضرورة تقديم طلب كتابي مسبق من قِبل الأهالي.
فهذا الغياب لا “يُشكّل حقًا تلقائيًا”. ويظل السماح به (…) خاضعًا لتقدير مدير المدرسة، بناءً على احتياجات الخدمة والمتطلبات الأكاديمية.
وقد أوضح يانيس بالكو في رسالته: “ستُعقد الدروس بشكل طبيعي، وكذلك امتحانات cfg للطلاب المعنيين، ويُشترط حضور جميع الطلاب”.
لكن هذه الحجة لم تُقنع نقابة سيد ايديكاسيون 35 التي قالت إن “على المدرسة أن تُخطط لهذه الأعياد وتضمن المساواة في الحقوق والمعاملة للطلاب بغض النظر عن معتقداتهم” وترى النقابة، بأن المدرسة “لم تمتثل تمامًا” للتعميم الصادر في 18 ماي 2004 بشأن العلمانية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية. حيث ينص التعميم على أن “المدرسة والمؤسسة الجامعية […] يجب أن تتخذا الخطوات اللازمة لضمان عدم عقد أي امتحانات أو اختبارات رئيسية في هذه الأعياد الدينية الرئيسية”. ومع ذلك، يُعقد CFG بالفعل يوم الجمعة، 6 جوان.
واعتبر اتحاد التعليم سيد 35 الإجراء “مثيرا للسخرية، خاصةً أنه يأتي بعد عطلة رسمية وعطلة نهاية أسبوع طويلة مرتبطة بخميس الصعود، ويسبق عطلة اثنين العنصرة”.
علاوة على ذلك، وكما أوضح اتحاد التعليم فإن الامتحان الذي يخوضه الطلاب اليوم لا يخص سوى “أقلية ضئيلة من الطلاب”، وهم في هذه الحالة طلاب SEGPA (قطاعات التعليم والتدريب) – أقل من عشرين طالبًا في المدارس عادةً وبالتالي، فإن منع غياب الطلاب بسبب القيود التنظيمية لا يُشكل حجةً مقبولة . ويؤكد اتحاد التعليم أن هذا قد : “ينطبق على شهادة الثانوية العامة (Brevet des collèges) التي حصل عليها جميع الطلاب”. ومع ذلك، “الامتحان هنا لا يخص سوى عدد قليل من الطلاب”. في هذه الحالة فإن الحجة “غير نزيهة على الإطلاق”.
وبالتالي، يؤثر “شرط الخدمة” على جميع الطلاب، من الصف السادس إلى التاسع، ناهيك عن الأقسام المتخصصة… ويؤكد اتحاد الطلاب في جامعة سودو: “أن الاجراء يُمثل دليلاً واضحاً على وجود أجندة معادية للإسلام”.
وبعد أخذ ورد انتصرت الإدارة لمطلب النقابات لشرعيته، وهو ما جعل المدير يراسل مرة ثانية أولياء الأمور، ليأذن للطلاب بالغياب خلال عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 جوان. وتمّ تعليق الامتحانات، وسيتمّ تقديم جلسة تعويضية للطلاب الذين تغيبوا في ذلك اليوم وستُعقد هذه الجلسة الأسبوع المقبل.
