اقتصادجالية فرنسافلسطين

عمال الموانئ في فوس يرفضون تحميل المعدات العسكرية الفرنسية الصنع المتجهة سرا إلى إسرائيل

بعد أن اتخذت فرنسا منذ أشهر على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون، موقفًا ناقدًا تجاه إسرائيل والعمليات العسكرية التي يشنها جيش الدفاع الإسرائيلي، لا سيما في قطاع غزة حيث دعا الرئيس الفرنسي إلى “وقف توريد الأسلحة للقتال في غزة”، قائلا إن “فرنسا لا تُزوّد ​​أحدًا بأي منها”. كما يذكر أنه قد وجه دعوة مؤخرا للاتحاد الأوروبي ل “تشديد موقفه الجماعي” ضد إسرائيل.

من المقرر أن ترسو سفينة شحن إسرائيلية قرب مرسيليا، في ميناء فوس-سور-مير غدا الخميس 5 جوان، و من المنتظر أن تُحمّل سرًا 14 طنًا من قطع غيار مدافع رشاشة، وهي معدات عسكرية تُصنّعها شركة يورولينكس الفرنسية ومُوجّهة إلى شركة الأسلحة “الصناعات العسكرية الإسرائيلية”، وفقًا لموقع ديسكلوز وصحيفة “ذا ديتش” الأيرلندية.

يأتي هذا في وقت تتجه فيه سفينة “مادلين “”أسطول الحرية” لمحاولة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، محملة بالمساعدات الإنسانية، ومن المرجح أن تسلك سفينة الشحن  المسار نفسه.

 وقد أورد موقع “ديسكلوز” الإستقصائي اليوم الأربعاء 4 جوان أن فرنسا على وشك تسليم شحنة كبيرة من الأسلحة للجيش الإسرائيلي سرا. حيث ستقوم سفينة “كونتشيب إيرا” بتحميل 14 طنًا من قطع غيار الرشاشات، التي تصنعها شركة “يورولينكس” الفرنسية، لصالح شركة “الصناعات العسكرية الإسرائيلية”.

وحسب ما يتم تداوله من معلومات في مواقع إعلامية استقصائية الكترونية ووسائل الإعلام الأيرلندية، من المتوقع أن تُحمّل السفينة التجارية 19 منصة نقالة تحتوي على “وصلات”، وهي قطع غيار تُستخدم لتوصيل خراطيش الأسلحة الآلية. ومن المقرر أن تصل سفينة الشحن حوالي الساعة السادسة من صباح يوم الخميس، وتغادر إلى ميناء حيفا، شمال إسرائيل، حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً من اليوم نفسه.

وتُصنّع قطع الغيار، التي تُسمى وصلات، في مرسيليا من قِبل شركة يورولينكس الفرنسية. وتُستخدم لربط رصاصات الأسلحة الآلية، وقد طُلبت من قِبل شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية (IMI)، التابعة لشركة إلبيت سيستمز، إحدى أبرز شركات تصنيع الأسلحة في إسرائيل، التي تصف نفسها بأنها “المورد الحصري لقوات الدفاع الإسرائيلية”، أي جيش الدفاع الإسرائيلي برصاصات من العيارين الصغير والكبير

ووفقًا للتحقيق وحسب المعلومات التي يوفرها موقع ديسكلوز والوسيلة الإعلامية الأيرلندية “ذا ديتش” تستمر عمليات تسليم المعدات العسكرية الفرنسية سرا، وتُعدّ هذه الشحنة الثالثة من نوعها بين فو سور مير وحيفا منذ بداية 2025.

يأتي هذا على الرغم من دعوات خبراء الأمم المتحدة لوقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل خشية وقوع إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في صراع خلّف أكثر من 50 ألف قتيل، بينهم 15 ألف طفل، وفقًا لليونيسف.

وفي 3 أفريل، رست سفينة الشحن “كونتشيب إيرا”، التي حملت 26 منصة نقالة، أي ما يقارب 20 طنًا من البضائع، متجهة إلى شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وفقًا لبيانات بحرية سرية حصلت عليها ديسكلوز وذا ديتش. أما الشحنة الثانية فقد تمت حسب نفس الموقع في 22 ماي وهذه المرة، كانت سفينة الشحن تحمل مليوني وصلة: مليون بندقية M9، الأسلحة الثقيلة، والنصف الآخر من وصلات M27. يُقال إن هذه الأخيرة، المصممة للبنادق الآلية الخفيفة، متوافقة مع مدفع “نقب 5” الرشاش الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي في غزة، في “مجزرة الدقيق” في 29 فيفري 2024، حيث قُتل أكثر من مئة مدني فلسطيني بالقرب من قافلة مساعدات إنسانية.

وبعد نشر التقرير بساعات أعلنت نقابة عمال الموانئ في فوس-سور-مير (CGT)في بيان صحفي أن “الحاوية المملوءة بوصلات يورولينكس […] قد وُضعت جانبًا” وأنهم لن “يحمّلوها على متن السفينة المتجهة إلى حيفا”. وأكد البيان أن “عمال الموانئ وعمال الموانئ في خليج فوس لن يشاركوا في الإبادة الجماعية المستمرة التي تُدبّرها الحكومة الإسرائيلية”.

Partager sur :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
ArabicFrench