إنقطاع الاتصال بالسفينة مادلان بعد إقترابها بضعة أميال من سواحل غزة

كشفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة منذ قليل أنهم قد فقدوا الاتصال مساء اليوم الأحد بالسفينة “مادلان” التابعة لها والتي كانت تبحر على بعد أميال من قطاع غزة.
وقد كانت السفينة تواجه “تشويشًا إسرائيليًا خطيرًا” على حد تعبير اللجنة وقد أكد “باتيست اندري” طبيب فرنسي على متنها أن طائرات مسيرة تحلق فوقها منذ ساعات .موضحا أن النشطاء الموجودين هناك يتواصلون باستمرار مع جهات مختلفة من بينها وزارة الخارجية الفرنسية.
وقالت اللجنة في منشور آخر لها على صفحتها بمنصة فيسبوك اليوم إن النشطاء على متن مادلان يواصلون الإبحار رغم التهديدات، ليُثبتوا لاهالي غزة أنهم ليسو وحدهم.
وفي منشور آخر قالت اللجنة “يبدو أن إسرائيل تشوش على موقع وإشارات زملائنا على سفينة مادلان”، الامر الذي وصفته بالخطير.
كما قامت اللجنة بنشر رابط إلكتروني لتعقب السفينة والتأكد من مسارها وسلامة ركابها، وطالبت داعميها حول العالم بنشره على نطاق واسع.
السفينة تحمل طنا من المساعدات الطبية لإيصالها للقطاع ويعتبر الناشطون على متنها أن هذه الكمية رمزية وغير كافية وأن غزة في حاجة إلى حوالي 500 شاحنة يوميا من المساعدات.
واعتبرت غريتا ثونبرغ أن أسوأ سيناريو هو مواصلة العالم التواطؤ بشأن الإبادة في غزة مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع، معربة عن عزمهم على كسر الحصار وفتح ممرات إنسانية إلى هناك.
في الاثناء، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مسؤولين إسرائيليين القول إنه من المتوقع أن يوقف الجيش الإسرائيلي سفينة أسطول الحرية قبل دخولها “مياه إسرائيل” الإقليمية، وفق تعبيرهم.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن البحرية الإسرائيلية قد أجرت تدريبات قبالة سواحل أسدود على كيفية الاستيلاء على سفينة مادلان.
من جانبه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن اسدائه أوامر الى الجيش بعدم السماح بوصول سفينة أسطول الحرية مادلان إلى سواحل غزة. مضيفا أن “إسرائيل لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري على غزة وذلك بهدف منع تزويد حماس بالسلاح”، على حد تعبيره.
واصف الناشطين على متن السفينة بـ”اللاساميين”، موجها لهم رسالة: “أقول للناشطين اللاساميين بشكل واضح من الأفضل أن ترجعوا لأنكم لن تصلوا “.
وفي رد على هذا التصريحات قالت ياسمين عكار الناشطة الألمانية أنهم عازمين على مواصلة طريقهم كلفهم ذلك ماكلف وانهم سلميون ولا يحملون سلاحا إنما مساعدات إنسانية
بينما ووثق مقطع فيديو، رسالة تهديد وجهها مجموعة الأطفال الإسرائيليين إلى الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ وطاقم سفينة “مادلان”.
وصُوّر المقطع على متن يخت في عرض البحر، وظهر فيه الأطفال وهم يوجهون تهديدات مباشرة لغريتا ورفاقها، حيث قال أحدهم “سنأتي للإمساك بكم”، متهمينها بدعم ما وصفوه بـ”الإرهاب” بسبب سعيها لتقديم مساعدات إنسانية لأطفال غزة.
ومن ضمن ما قاله الطفل في هذا المقطع الموجه إلى غريتا “أنتِ تتحدثين عن إبادة جماعية، فكيف لا تُدينين ما حدث في 7 أكتوبر؟”، مضيفا بسخرية “إذا كنتِ تريدين إطعام سكان غزة، فعليكِ أن تُدينِي حماس أولًا” واعتبر الطفل دعم غريتا لسكان القطاع بأنه “عمل شرير”.
وكانت السفينة قد أبحرت مطلع جوان الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه القطاع لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل عليه.
وتحمل السفينة مادلان وعلى متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.
وتعتبر مادلان السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
وقد سُميت السفينة على اسم مادلان كُلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023.